استوقفتني هذه الجملة كثيرًا، كانت دائمًا العائق الاهم في طريق الرسل المحملين برسالة الله، وكنت دائمًا لا ادري لماذا علينا حقًا اتباع ما وجدنا عليه اباءنا واجدادنا في حياتنا الجديدة والمختلفة في الزمان والمكان « جغرافيًا او معماريًا » عن ما وجد اهلنا انفسهم عليه؟ لم أفسر الموضوع دينيًا لانني لست اهلنًا لذلك، ولكنني اخذت تلك الجملة إلى أبعاٍد إجتماعية..شعرت بالضيق الشديد عند مشاهدتي لأحد الاباء يضرب اطفاله بقسوة شديدة، وعندما ذهبت لاحاول انقاذ الاطفال من ايدي الاب والام قالوا « جميعنا قد تم ضربنا عندما اختلفنا مع اباءنا في مختلف الاعمار، وبالتأكيد تلك الطريقة المثلى للتربية! »
ولكن ماذا لو ان اهلنا لم يفعلوا الصواب؟
هنالك الكثير من دراسات علم النفس التي تؤكد ان اغلب المشكلات النفسية يكون سببها الاهل بأساليب تربية خاطئة.وليس فقط في طرق التربية، الموضوع يتعدى ذلك بكثير! كنت طالبة في احدى الجامعات المصرية التي يُعرف عنها انها الاصعب في الامتحانات وفي التعامل، ولطالما اعتقدت ان ذلك لأنها تهتم فعلاً بالطالب وتهتم ان يرتفع المستوى العلمي لاصعب المراحل تأكيداً على مستوى الجامعة، ولكنني وجدت ان ذلك بسبب ان الاجداد الاوائل لهذه الجامعة عاملوا الطلبة بأسلوب قاسٍ جدًا ثم توارثته الاجيال اللاحقة الى يومنا هذا! الكثير من الاجيال المشوهة بسبب القسوة الغير مبررة واحيانًا إظهار الحب بطرق مؤذية!
رأيت بأم عيني طلبة يتحولون لشخصية الاجداد عبر الزمن « طالب مجتهد طموح- خريج مليء بالحماس- طالب ماجستير محبط وغير مؤمن بما يفعل- دكتور يمارس الاساليب ذاتها لإحباط أجيال أخرى قادمة »
متى سيتم التخلص من تلك الدائرة؟ ومتى سنتفكر في سنن الاجداد التي سنوها لزمان وفي ظروف مختلفة؟ ومتى سيوقن الاباء اننا خلقنا لزمن غير زمانهم؟ فلنبدأ من انفسنا اذاً ولنحاول ان تكبر الدائرة التي حاربها الرسل من قبل ولنكن نحن رسل هذا الزمان.