الجميع يذكر كم هو مرهق جداً مرض السرطان، ويتشارك الجميع قصص التغلب على ذلك المرض اللعين، قصص النجاح به عظيمة وملهمة بالطبع لشدة فتكه بالناس والقضاء على ما تبقى من ارواحهم عند زيارته لاحدهم، واتفق مع ذلك تماماً، واشعر بالفخر للإنسانية اجمع بالقدرة الجبارة على محاربة هذا المرض…ولكن هنالك مرض اخطر واصعب في المواجهة، يعاني منه الكثير في صمت، وهو الاكتئاب..كثير من اصدقائنا يشعر بالرضا والانتصار بمشاركة الاخرين عن رحلته في مرض السرطان، ولكن من منا لديه الشجاعة الكافية لمواجهة كافة الناس بإصابته بالاكتئاب؟
اعرف الكثيرين الذين يعانون من الاكتئاب والاعراض واضحة جداً، ولكنهم لا يبوحون بها.. من السهل اذا احسست بوجعٍ في معدتك ان تقول ان معدتك تؤلمك، او قدمك، او اذنك او كف يدك، اياً كان ما يتعبك لا حرج عليك فيه، فما الخوف اذاً من الصراخ وقول « عقلي يؤلمني » ؟ أليس العقل من اعضاء جسم الانسان مثله مثل سائر الجسد؟ سيتم نعتك بالمجنون فوراً! اي مرض يصيب العقل فهذا بالطبع جنون! او قد يتم القول بأنك غير متدين كفاية وذلك لعدم محافظتك على صلاتك! يذهب مريض الاكتئاب للاطباء والمعالجين، وهناك فرق بين الاثنين، فالطبيب هو من يعرف التشخيص ويعرف ما الادوية التي قد يحتاجها المريض، اما المعالج فهو معالج نفسي وسلوكي للمريض للدفع به في محاربة هذا المرض واعانته عليه بالاساليب الافكار المحفزة على الانتصار.صرت ارى الكثير يدخل في دائرة الاطباء فقط دون المعالج، والعكس صحيح، وحتى اذا وجد الاثنان فالاعتماد الكلي يكون على الادوية..دعوني اخبركم يا اصدقائي بتجربتي مع المرض اللعين، هنالك بعض المخاوف من تلك المشاركة ولكن لا بأس من بعض السرد، عل وعسى احدهم ينجح معه الامر.. اعاني منذ سنين من هذا المرض، ولم اقتنع بفكرة الادوية خوفاً من انها اولاً واخيراً من انواع المخدرات ولوجود مشكلة ما عندي في القلب، كنت لا ادري كيف اواجه هذا المرض، وحدي تماماً، والظروف المحيطة تجعلني ازداد ضعفاً عن مواجهة ذلك السرطان.
خطة عسكرية ممنهجة
تحدثت مع صديق لي احس علي اعراض المرض وسألني ان كنت مصابة به وصارحته بذلك، فأشار علي بخطة عسكرية ممنهجة للانقلاب على العقل كله! اشبهها بحرب عسكرية على العقل، ولكنها الطف من الادوية على اية حال! صديقي مريض السرطان الصامت « الاكتئاب » ، اقرأ هذا الكلام جيداً وطبقه لمدة ٦ أشهر وانظر للفرق:
– لان حربنا ضد الافكار السلبية، وسلاحنا هي الافكار الايجابية، يعتمد الاكتئاب ان ترى كل شيء محبط ومظلم وكئيب، ولكن ماذا اذا حدث العكس؟ يجب ان تجعل عقلك يتوقف عن افراز اي فكرة سلبية جديدة، اوقف عقلك سواء كان ذلك بالتشتيت الذهني والتفكير في فكرة اخرى ايجابية، او عن طريق القيام بفعل مثل ممارسة الرياضة او لعبة عقلية تحتاج تركيز او الاكل او اياً ما كان.
– الخطوة التالية هي محاولة مزاحمة الافكار السلبية بأفكار ايجابية، فالخطوة السابقة كانت في تقليل السلبيات والان جاء وقت انتشار الايجابية! وهذا عن طريق النظر للامور بمنظور مختلف! فبدلاً من التذمر لان السماء تمطر، فكر في وجود قوس قزح بعدها! او تذكر كم تحب اللعب في الماء ولا بأس بالنزول تحتها لتكون لامست شيئاً من السماء!
– وقبل نومك تذكر كل الاشياء الصغيرة والكبيرة التي تسعدك، قد يكون ذلك ابتسامة طفلة صغيرة، او كلمة طيبة قلتها لاحد المارة، او انجاز كبير في العمل..بعد فترة ستكون مهمة من مهمات العقل ان يرى كل الايجابيات ليذكرك بها قبل نومك عندما تطلب منه استعادتها!
– استمع دائماً الى كلام محفز ومحاضرات تنمية بشرية لمحاضرين معروفين وعلميين في اسلوبهم، واقرأ قصص نجاح في مختلف المجالات، واعلم ان اغلب المبدعين كانوا يعانون من الاكتئاب، انت مميز!
– وان كان هنالك اشخاص سلبيين في حياتك حاول الابتعاد عنهم في تلك الفترة الى ان تستعيد قوتك الذهنية لمعرفة التعامل معهم دون ان تؤذي نفسك.
– التقرب الى الله والصلاة بشكلٍ كبير يعطون امل ودفعة كبيرة، واليوجا والتأمل من اشكال العلاج الذهني الناجحة جداً في كثير من الحالات!
وفي النهاية، يجب ان تعلم ان الدواء قد يساعدك هرمونات عقلك التي تحتاجها بأن تفرز، وقد يساعدك الطبيب في الاستماع اليك وقول كلام لطيف، ولكن وحدك من يستطع التغلب على سرطان العصر!
كل الامنيات بالشفاء والقوة لكل محاربي الامراض في كل مكان ❤
great and very relevant.
Beautiful and courageous piece about the battle with depression.
Great article about the struggle with depression (y)
Thank you Mohga